مقدّمة

ثروة الناس و تفاوتهم ، تفاوتا عظيما ، لا يكون إلا بقدر ما اكتسبوه من علم ، لا من حيث الكمية و لا من حيث النوعية . فلا ينكر ، على من يرغب في المزيد من العلم و التوسّع فيه ، و بالتالي استطاعته مواجة تقلبات الحياة الحرفية و الخصوصية ، تسلّحه بمكتسبات قاطعة لكي يردّ سطوات المزاحمة المباشرة وغير المباشرة ؛ و لا يخفى على أحد أنّ غالبها مليئة بالخبث و الخداع

واقع الأمر

اتساع السوق الدولي و التجارة الدولية و العلاقات المختلفة اتساعاً عظيماً ثابت ، و بالتالي أصبح توفير الوقت ضرورياً وثميناً للغاية . فأنشأ البعض لمعاونيهم هياكل تدريبية على اللغات الأجنبية. عامة، تكون هذه التدريبات قصيرة المدة ، وغالبًا ما تكون غير مناسبة ، فبدا الاستيعاب السيئ المشاهد هنا و هناك . و اختار آخرون حلولاً مختلفة

من تلك الحلول غمرهم في هياكل حقيقية مخصصة لتدريب البالغين المؤصّل على تقنيات أكثر تقدّمًا و تقصّي الدراسات و المسائل . صحيح أنّ من شأنه امتداده على فترة طولى و لكنه أكثر فاعلية . و البديل الآخر هو دعوة المترجمين المحررين و الفوريين الذين ، باحترافيتهم ، سيقومون بالتزاماتهم حق القيام . ففي هاتين العاقبتين نجد ، من بين أمور ، الإنتاجية والمأثرة ، خلافاً لمن يرى تأسيس تلك الهياكل المألوفة ، التي لا تملك لهم سوى الاستثمار المضاد

فلنتفق الآن على وضع الشباب . ترجّيهم أمر فاضل و جميل و حميد . لا ننسى أنهم هم المستقبل . و لا ننسى كذلك أنّ أولادنا لا يورّثون إلا ما ورثوه منا . سمو الأخلاق و القيم الأخلاقية تستلزم حسن التربية . و إنّ الجهل ، أثبت لنا ، حتى يأتي معاكسه، أنه مسبّب ، دائمًا و أبداً ، للأحزان و الدمار و الآلام على جميع أشكالها . من ثم اصطلح أصحاب العلم و العقول على أن التعليم النافع يعيننا على تحقيق هذا المرام الشريف
يتطلب التدريب مهارات لا تعد و لا تحصى

: على المعلّم منها

١ – امتلاك طاقة ذهنية و التحلي بالصبر رعاية لمصالح العديد من الطلبة ، علماً بأنهم يأتون من آفاق مختلفة و قد يختلفون جميعهم في طرق استيعابهم لعلم ما
٢ – المعرفة في كيفية تلبية طلبات الطلبة ، دون تضحية أحد
٣ – تكرار الأمور حسب الضرورة و منع الانتقال إلى المرحلة التالية إلا بعد التثبت من ضبطهم لما سبق
٤ – التأكد من فهمهم باختبارهم ، عبر امتحانات شفهية و كتابية
٥ – ترغيبهم و تشجيعهم على تعلّمهم

في خدمة المؤسّسات و الأفراد